في خطوة “طموحة” نحو تعزيز مكانة المغرب كوجهة رئيسية لصناعة الطيران، وقعت الحكومة المغربية مذكرة تفاهم مع شركة إمبراير البرازيلية، إحدى أبرز الشركات العالمية في مجالات الطيران التجاري والدفاع والتنقل الجوي الحضري، وهي شراكة تهدف إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال التعاون الأطلسي بين دولتين جنوبيتين، من خلال إرساء مشاريع متكاملة في قطاع الطيران تدعم الابتكار وتخلق فرص العمل وتساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المغربي.
وستعمل مذكرة التفاهم على إحداث منظومة متكاملة لتوريد قطع الطائرات بالمغرب، وتدريب الكفاءات المحلية في مختلف جوانب صناعة الطيران، بدءا من الصيانة والإصلاح (MRO) وصولاً إلى البحث في مجالات الطيران المستدام والتنقل النظيف.
ويُرتقب أن تخلق هذه الشراكة ما يصل إلى 300 فرصة عمل بحلول 2030، وتضخ استثمارات تصل إلى مليار دولار وتوفر 1000 فرصة عمل بحلول 2035، مما يعزز دور المغرب كبوابة صناعية للطيران في المنطقة الأطلسية وأفريقيا.
في هذا السياق اعتبر المحلل الاقتصادي، سامي أمين، أن شركة إمبراير Embraer رائدة عالميًا في صناعة الطيران، وتُعتبر ثالث أكبر مصنع للطائرات التجارية في العالم بعد بوينغ وإيرباص، موضحا أنها تأسست سنة 1969 وركزت في البداية على صناعة الطائرات العسكرية قبل أن تتوسع إلى القطاعات التجارية والتنفيذية.
وحسب المتحدث فإن المؤسسة تمتلك قاعدة واسعة من العملاء على مستوى العالم، حيث تصدر طائراتها لأكثر من 100 دولة، كما لديها مراكز صيانة وخدمة في أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا، مما يسهم في تلبية احتياجات العملاء في مختلف المناطق.
وحديثا عن الشراكة مع المغرب المغرب يرى المحلل الاقتصادي أنها خطوة استراتيجية تهدف إلى تطوير قطاع صناعة الطيران بالمغرب بشكل أساسي، ومن المتوقع أن تحقق هذه الشراكة عدة فوائد لصناعة الطيران المغربية، من بينها نقل التكنولوجيا والخبرة حيث تعد الشركة واحدة من أكبر شركات صناعة الطائرات في العالم، وبالتالي فإن المغرب سيستفيد من المعرفة الفنية والتقنيات المتقدمة التي تمتلكها الشركة، مما سيؤدي إلى تحسين مستوى الابتكار والجودة في صناعة الطيران المحلية.
وأضاف أمين سامي، أنها ستساهم في زيادة الاستثمارات وتوسيع سلاسل الإمداد، إذ يمكن لهذه الشراكات أن تجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المغرب وتعزز من تطوير سلاسل الإمداد الخاصة بصناعة الطيران، ما قد يؤدي إلى إنشاء مراكز تصنيع جديدة وتعزيز البنية التحتية للمجال، كما ستساهم في في تأهيل وتدريب الكفاءات المحلية، من خلال توفير برامج تدريب متخصصة للعمال والمهندسين المغاربة، ما يعزز من المهارات المحلية ويوفر فرص عمل متقدمة.
وبالنظر إلى الأثر الاقتصادي المتوقع البالغ 300 مليون دولار، يتوقع سامي أن ساهم هذه الشراكة في عدة جوانب رئيسية أهمها تحفيز النمو الصناعي، من خلال دعم مشاريع جديدة في قطاع الطيران حيث سيتم تعزيز مكانة المغرب كقاعدة صناعية متقدمة في إفريقيا، ما يساعد على تسهيل دخول المغرب إلى أسواق عالمية أكبر، وجذب شركات أخرى في مجال الطيران وصناعة التكنولوجيا الفائقة.
وأشار المحلل الاقتصادي، إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى رفع قيمة الصادرات، لا سيما وأن المغرب يسعى ليصبح مركزًا إقليميًا لصناعة الطيران، وبالتالي فإن التعاون مع إمبراير سيعطي المغرب القدرة على إنتاج أجزاء من الطائرات أو منتجات تقنية تُصدر إلى شركات عالمية.
أورد المتحدث بالقول بأن هذه الخطوة ستساعد في تنشيط حركة التجارة، إذ أن استثمارات إمبراير المتوقعة ستزيد من الطلب على المواد الخام والمنتجات الوسيطة داخل المغرب، مما سيحفز القطاعات المرتبطة بصناعة الطيران، ويمتد التأثير إلى مجالات أخرى مثل النقل والتخزين والخدمات اللوجستية.
وخلص المحلل الاقتصادي، سامي أمين بالتأكيد على أن هذه الشراكة تروم أيضا تعزيز موقع المغرب كوجهة للاستثمار، كون أنها ستزيد من ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال بالمغرب وتحسين مناخ الأعمال وتعزيز جاذبية الاستثمار، مما قد يؤدي إلى جذب المزيد من الشركات العالمية في قطاعات التكنولوجيا والابتكار.