G-3L31CLSHHD

الأزهر يدعو إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم - الآن نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أنّ مؤتمر «ضمانُ جودةِ التعليمِ في عصرِ الذكاءِ الاصطناعي» ‏الذي عقدته الهيئة القوميَّةِ لضمان جودة التعليم والاعتماد، اليوم الأحد بالقاهرة، يسهم في تحقيق ‏التنميةِ المستدامة ورؤيةِ مصر2030، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي ‏يؤكد دومًا أنَّ جودة التعليم تعدُّ قضيةَ أمنٍ قوميٍّ؛ من أجل النهوض بمنظومة التعليم، ونشر ثقافة ‏استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم المصري وتحقيق جودته. ‏

استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ‏التعليم

وأضاف «الضويني» خلال كلمته في المؤتمر السابع للهيئة الذي عقد بعنوان «جودة التعليم في عصر ‏الذكاء الاصطناعي» بحضور وزراء التعليم العالي والأوقاف والتربية والتعليم والعمل، ومُمَثلين عن ‏جميع مُستويات التعليم بمصر، ولفيف من الخُبراء والمسؤولين الدوليين.

وأردف أن أهمية هذا ‏المؤتمر تأتي في تعزيز وتشجيع المؤسسات التعليمية على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ‏التعليم بشكل فعَّالٍ وآمن، وتحقيق جودة التعليمِ المرجوة من خلال تقديم مِنصةٍ للنقاش، والتفاعل بين ‏الخبراء والمتخصصين في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي. كما تكمن أهمية المؤتمر في رسم ‏السياسات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاه منظومة التعليم.‏

وبيَّن وكيل الأزهر أنه لا أحد يستطيع أن ينكر مساهمة الذكاء الاصطناعي في ارتقاء وتطوير التعليم ‏عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التعليم من: المحتوى الرقمي، وأنظمةِ التعليم الذكي، ‏والواقعِ الافتراضي، والواقعِ المعزز، وأنه مرشحٌ بقوةٍ للتطور بشكل كبير في السنوات القادمة.

تطويرَ منظومة التعليم

وأشار إلى أن تطويرَ منظومة التعليم وضمانَ جودته، يجب أن يواكبَ التطورات التكنولوجيَّة ‏المعاصرة، وبما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تغيير شكل التعليم، فهذا يتطلبُ إحداثَ ‏تغييرٍ في أهداف التعليم ومناهجه، وبيئاتِ التعلُّم، وبرامجِ تأهيل وإعداد المعلم، وبرامجِ الجودة ‏والاعتماد.

‏وتابع أن تطوير المنظومة يحتاج كذلك إلى تكييفَ أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ ‏لتلبية احتياجاتِ الطلاب وتطلَّعاتهم المتنوعة، ولمواجهة التحديات المتعلقة بالتعليم والتعلم في العصر ‏الرقمي.

وقال إنه بناء على ذلك، يجب على مؤسسات التعليم تحسينُ أدائِها، بوضع آليات ملائمة؛ للاستفادة ‏من التقدم المستمر والمتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ حتى تضمن هذه المؤسسات لنفسها ‏البقاءَ والمنافسة. وإن التطوير المستمر للذكاء الاصطناعي سوف يدهشُ العالم بشكل كبير في ‏المستقبل القريب في قطاعات عدة، يأتي على رأسهِا قطاعُ التعليم، الذي يُتوقَّعُ له أن يشهدَ تغييرًا ‏جذريًّا في أدواته ووسائله ومناهجه وتأهيل معلِّميه.‏

وتحدث وكيل الأزهر عن التعليم الأزهري بوصفه يمثل أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم ‏الإسلامي، يَدرسُ فيه أكثر من مليونين ونصف المليون طالب، من بينهم ما يقرب من ستين ألف ‏طالب وافد من أكثر من (مئة وأربعَ عشرةَ) دولةً حول العالم. مضيفًا أن الارتقاء بأي مجال من ‏مجالات التنمية في مصر والعالم لا يمكن أن يتم إلا بالتعليم الجيد، والأزهر الشريف حريصٌ على ‏تطوير العمليةِ التعليميةِ، انطلاقًا من المعلم، ومرورًا بالمناهج والوسائل التعليمية، وانتهاء بالبِنية ‏التحتية؛ لتحقيق رؤية الدولة المصرية 2030؛ لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي، والتفاعل ‏مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليميَّة ‏لطلابها في المعاهد الأزهرية والجامعة، بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ‏ووطنهم.‏

وأشار «الضويني»، إلى رؤية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي وجه ‏بضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ فقام الأزهرُ الشريف -في إطار ‏هذه التوجيهات- بإنشاء ما يقرب من 60 مركزًا لنشر ثقافة الجودة والتنمية المهنية للمعلمين بالمعاهد ‏المستهدفة ضمن خُطَّة الجودة، وذلك لتقديم الدعم الفني لها، ولدعم منظمة الجودة بالأزهر الشريف، ‏كما عقد قطاعُ المعاهد الأزهريَّة العديد من الدورات التدريبة المتخصصة في تطبيقات الذكاء ‏الاصطناعي، آخرَها كان في أواخر الشهر الماضي وكانت تحت عنوان: (تطبيقات الذكاء ‏الاصطناعي وآليات الاستفادة منها في العملية التعليمية)، شارك فيها أكثر من 80 متدربًا من العاملين ‏في الأزهر الشريف، وذلك استشرافًا للدور الذي ستقوم به تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المستقبل ‏القريب، في تحسين فاعلية تقييم المؤسسات والبرامج التعليمية والتدريبية، وبناء الثقة في المخرجات ‏التعليميَّة على المستوى الوطني والإقليمي والدُوَلِي. ‏

تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي

وطالب وكيل الأزهر خلال كلمته بأهمية أن يكون تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، ‏داعيًا إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، يشمل: مجموعة المبادئ والقيم ‏والاعتبارات الأخلاقية، التي توجه وترشد وتسهم في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي واستخدامه ‏بطريقة مسئولة وأخلاقية، تحمي حقوق الإنسان، وتعمل على تعظيم الفوائد، وتقليل الأضرار، ‏وتساعد على الحد من التحيز، وتُسهم في تعزيز قِيَمِ المساواة والشفافية والإنصاف، وتحمي ‏الخصوصيَّة لجميع أطراف العملية التعليمية؛ حتى تؤتى الثمرة المرجوة منها.‏

كما دعا في ختام كلمته إلى تعزيز التعاون والشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص ‏والمجتمع المدني، والأكاديميين؛ لتطوير وتطبيق أفضل الممارساتِ المتعلقة بجودة التعليم والذكاء ‏الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتدريب المستمر للمعلمين والمتعلمين؛ حتى نضمن مخرجاتٍ تعليميةً ‏فاعلة. وأهمية تكاتف جميع الجهات المعنية من أجل وضع تصور عملي؛ لتعظيم الاستفادةِ من ‏تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها، استفادةً تطبق العدالة ‏والشفافية، وتحترم الخصوصية لكل المشاركين في العملية التعليمية.‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق