سلطت مجلة ميليترى ووتش، المتخصصة فى الشؤون العسكرية، الضوء على تدمير جماعات فلسطينية فى قطاع غزة لدبابة "ميركافا 6 باراك"، دبابة القتال الرئيسية فى الجيش الإسرائيلى، التى روجت لها تل أبيب فى وسائل الإعلام الغربية بأنها "دبابة المستقبل الخارقة"، لما تتمتع به من مستويات فائقة من الحماية ضد الهجمات في ميادين القتال.
وقالت المجلة الأمريكية إن لقطات متلفزة موثقة على شبكة الإنترنت كشفت قيام مجموعات فلسطينية بشن هجوم على دبابة "ميركافا 6"، وتأكد إصابتها إصابة مدمرة، وقُتل ثلاثة من طاقمها المكون من أربعة جنود في ذلك الهجوم.
والطراز الجديد من الدبابة الإسرائيلية "ميركافا 6" مزود بمنظومات دفاعية متطورة من بينها، نظام "تروفي" للحماية النشطة، الذي طورته شركة "رافائيل" الإسرائيلية للصناعات الدفاعية، والمصمم لحماية المركبات المدرعة من التهديدات الواردة مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية، ويعمل النظام على تدمير أي صاروخ يدخل في مداره أوتوماتيكياً.
علاوة على ذلك، تستخدم الدبابة الإسرائيلية الخارقة الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، ومنظومات حماية محسنة، كما أن قائدها مزود بخوذة تحاكي خوذة الطيارين، لتتيح له أفضل استخدام للمستشعرات التي تتمتع بها الدبابة.
ودخل طراز "ميركافا 6" الجديد الخدمة بالجيش الإسرائيلي في 2023، وتم تعزيزها بمجموعة متطورة من نظم الحرب الإلكترونية، ونظم تشغيل حديثة، وزودت بمزيد من المدرعات في الطبقة العلوية لها لحمايتها من هجمات الطائرات المسيرة بدون طيار.
وتقول المجلة إن تلك الخصائص الفريدة دفعت إسرائيل للترويج بأنها "دبابة المستقبل الخارقة"، كما تفوقت على حلفائها في "الناتو" فى دمج تلك المنظومات المتطورة وتجهيز المدرعات بها على جبهات القتال الأمامية، ونجحت تل أبيب فى جذب عقود كبرى لتزويد دبابات غربية بمنظومات "تروفى"، ومنها الدبابة الألمانية "ليوبارد 2A8"، ودبابات أبرامز الأمريكية.
وتعترف بأنه "رغم التسليح الخفيف للجماعات فى قطاع غزة، فإنهم تمكنوا من إلحاق الضرر الشديد بالمدرعات الإسرائيلية من بينها العشرات من دبابات ميركافا، والمئات من المركبات المدرعة من طرازات مختلفة، التي فقدها الجيش الإسرائيلي."
وتعاود المجلة إلقاء الضوء على فيديوهات مصورة لهجمات على مدرعات إسرائيلية جرى نشرها عشرات المرات، منذ بدء الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة في أكتوبر 2023، أظهرت هجمات نفذها فلسطينيون على نحو متكرر باستخدام متفجرات مثل ألغام ممغنطة يتم لصقها على مدرعات إسرائيلية، وغالباً ما يترافق ذلك بإطلاق قذائف صاروخية عليها.
ومثالاً على ذلك، فقد شوهد فلسطينيان، في لقطات فيديو بثت في مطلع يوليو الماضي، يقتربان من إحدى الدبابات من جانبها الأيسر، وقاما بزرع متفجرات تحت برج الدبابة، وانسحبا في الاتجاه المعاكس، وعقب انسحابهما بلحظات وجيزة انفجرت العبوة وأُعطبت المدرعة.
وأشارت إلى أن العلامة البارزة لمثل تلك الهجمات الناجحة على المدرعات الإسرائيلية تمثلت في مقتل قائد اللواء "401" المدرع، العقيد إحسان دقسة، في معارك قتالية في مخيم جباليا بشمال غزة في منتصف أكتوبر الماضي.
على صعيد مواز لما يحدث في غزة، يتكبد أسطول دبابات "ميركافا" الإسرائيلية خسائر كبيرة فى جنوب لبنان فى حربها ضد حزب الله جنوب لبنان، الأفضل تسليحاً مقارنة بنظرائهم الفلسطينيين.
وتختتم المجلة تقريرها قائلة إن "أداء الدبابة "ميركافا 6" بمنظومات الحماية الفرعية المتطورة المزودة بها، يحظى باهتمام الدوائر الدفاعية الغربية، نظراً لتداعياته على قدرات القوات البرية للكتلة الغربية، لاسيما أن هناك دبابات ألمانية وأمريكية أدمجت مثل هذه المنظومات الفرعية المتطورة ضمن طرازاتها الحديثة".
0 تعليق