كشف الصحفى الفلسطيني المقيم في شمال غزة حمزة حماد، مزيد من التفاصيل حول المجازر التي يشنها الاحتلال على مدار أسابيع في شمال قطاع غزة، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي منذ أن بدأ بشن العملية البرية على شمال قطاع غزة خاصة في منطقة جباليا وبيت لاهيا ارتكب مجازر بشعة بحق المواطنين والأحياء السكنية وقصف الأبراج والعمارات السكنية ونسف أحياء ومدن سكنية بأكملها من خلال وضع براميل متفجرة، الأمر الذى يؤدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء وجل الضحايا من المدنيين، لافتًا إلى أن المجازر مستمرة طالما استمر الاحتلال في تلك العملية البرية التوسعية.
وأضاف حماد، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاحتلال الإسرائيلي ألقى أكثر من 3 مرات منشورات ورقية تطالب المواطنين المدنيين المتواجدين في شمال غزة بالنزوح إلى مدينة غزة وجنوب القطاع، ويتم النزوح عبر شارع صلاح الدين الذي يعد الممر الوحيد أمام المواطنين بعد أن أغلق الاحتلال جميع المنافذ عليهم في شمال قطاع غزة، ويجري هذا في ظل الحصار المحكم والمشدد على المواطنين وبجانب استخدام طائرات كواد كابتر التي تطلق نداءات على المواطنين في الأحياء السكنية وتطالبهم بالخروج من هذه المناطق، وإلا سيكون مصيرهم الموت.
وأوضح الصحفى المقيم فى غزة، أن ما حدث في مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا هو أن الاحتلال اقتحم المستشفى وقصفها أكثر من مرة قبل الاقتحام وبعد الاقتحام بقذائف مدفعية، وهذا أدى إلى تضرر أقسام هامة وحيوية داخل المستشفى مثل قسم العناية المركزية وتم استهداف الطوابق العلوية من المستشفى بجانب استهداف محطات الأكسجين التي تغذي الأطفال وتزودهم وهي الوحيدة التي تعمل في شمال قطاع غزة بالإضافة لذلك نفذ عمليات جريف على طول سور المستشفى والشوارع المؤيدة للمستشفى وهذا أدى إلى توقف بعض الطواقم الطبية وتقليل عمل الآخرين، في شمال غزة بجانب طواقم الدفاع المدني التي كانت تعمل على نقل المصابين للمستشفى وهذا كله بالإضافة إلى عدم توافر المستلزمات الطبية والأدوية وعدم سماح الاحتلال بإدخال المساعدات الطبية لشمال غزة ومنع الوفود الطبية من الدخول لشمال غزة لعلاج المصابين.
وتابع الصحفي الفلسطيني :"لا يوجد طواقم طبية المناسبة للتعامل مع الحالات وهناك نقص في الطواقم والكوادر الطبية والاحتلال اعتقل جميع الأطباء الذين كانوا يتواجدون في منطقة شمال غزة في مستشفى كمال عدوان، ومنع طواقم الإسعاف من التعامل مع الحالات، وطبيعة غير متوافر والوقود الذي يشغل المستشفى أصبح غير متوفر والاحتلال قصف المولد الرئيسي في المستشفى، وأصبحت المستشفى خارج الخدمة بشكل كبير وهو ما يؤثر على واقع الحياة الإنسانية وواقع المصابين الذين لا زالوا يترددون على هذه المستشفى على أمل أن يتلقوا العلاج ويجدوا ما يخفف عنهم في ظل استمرار المجازر وعمليات الإبادة والقصف الإسرائيلي".
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منذ أن بدأ عملياته العسكرية والاجتياح البرى في منطقة جباليا حاول أن يضغط على السكان من خلال القتل واستهداف الأحياء السكنية وارتكاب المجازر ومنع دخول الغذاء والوقود التي يشغل محطات التحلية ومنع الدواء والشراب عن تلك المنطقة طوال عملياته البرية في شمال القطاع، والاحتلال ما زال يجبر المواطنين على النزوح، وهناك أكثر من 100 ألف مواطن ما زالوا موجودين في شمال غزة والاحتلال لا زال يضغط على السكان لإجبارهم على النزوح للجنوب لكن هناك حالة صمود وثبات وهم يرفضون الخروج لهذه المناطق لأن الاحتلال يسعى لتحقيق هدفه وهو إفراغ منطقة شمال غزة وإجبار السكان على التهجير من خلال القتل والتهديد والقصف بشكل مستمر.
وقال إن المناطق التي يطالب فيها الاحتلال المواطنين والمدنيين بالخروج منها هم جباليا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون وتل الزعتر، وهذه مناطق سكنية، بجانب غربية في شمال قطاع غزة مثل منطقة الصفطاوى وبئر النعجة والعمودى، وهذه المناطق تتعرض لعمليات قصف وإبادة ونسف للمنازل بشكل كامل، وفي كل مجزرة يرتقى عدد كبير من الضحايا لا يقل عن 30 شهيدا وهو عقاب جماعي للمواطنين المدنيين الذين ما زالوا في قطاع غزة ويمارس سياسة إجبار وإبادة ممنهجة وتطهير عرقي كاملة.
وأكد "حماد"، أن الاحتلال حرق كل مراكز الإيواء في جباليا ومحيط مستشفى الأندونيسى وفي الفالوجة، وهذه مراكز الإيواء كانت تضم مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين وكانت المأوى الأخير لهم والاحتلال قصف بعض هذه المراكز وحرق جميع المراكز الأخرى في إطار الضغط على السكان للنزوح إلى جنوب القطاع، وهذا كان مرفوض بالنسبة للمواطنين ولم يتم الانصياع لتعليمات وأوامر جيش الاحتلال الذي ما زال يطالب السكان بالخروج من الشمال، وفشل الاحتلال أمام صمود الفلسطينيين رغم الحجم الكبير من التضحيات وحالات الإبادة التي لا زال تمارس بحقهم في ظل عدم توافر أطقم طبية وإسعافات وأطقم الدفاع المدني وكافة مقومات الخدمة الإنسانية.
0 تعليق