عاد دونالد ترامب، ليسكن البيت الأبيض من جديد، بعد أن تمكن من الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفق النتائج الرسمية المعلن عنها، ويبدو أنه من المرجح أن يتمتع ترامب بدعم كبير لأجندته السياسية في الكونغرس، بعد استعادة حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ.
وفي سياق متصل، تعهد ترامب في خطاب النصر، الذي ألقاه عقل فوزه، قائلا "سأحكم بشعار بسيط: الوعود المقدمة، والوعود التي تم الوفاء بها، سنحافظ على وعودنا"، ولا شك أن من هذه الوعود ما يهم المغرب.
في هذا الإطار، اعتبر عبد الكريم الشعيري، الباحث في العلاقات الدولية في تصريح خص به "أخبارنا" أن "الرباط تنظر بتفاؤل كبير لعودة ترامب، وأن الالتزامات الأمريكية التي قدمت عند توقيع الاتفاق الثلاثي بالرباط، لم تستكمل بسبب انتهاء ولاية دونالد ترامب، وأنه ما عدا الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، لا يزال ملف إقامة قنصلية أمريكية بالداخلة، واستثمار نحو 5 مليارات دولار لتنمية منطقة الصحراء مشاريع مفتوحة، على ذمة الرئاسة الجديدة لكي تنظر في استكمالها أو توسيعها".
وأكد الشعيري أنه "في ذات الوقت، فالجزائر، تسيكر عليها نظرة تخوف كبير لفوز دونالد ترامب بالانتخابات الامريكية، وما يمكن أن ترمز له عودته للبيت البيضاوي من اتجاه بملف الصحراء، في اتجاه الحسم النهائي وفق المقترح المغربي للحكم الذاتي".
واسترسل الباحث في العلاقات الدولية أنه و"في عهد ترامب، خلال ولايته الرئاسية الأولى، وبالضبط سنة 2020، وقع إعلانا يعترف عبره بمغربية الصحراء، واصفا مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب لهذا النزاع بالجادة والواقعية والأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار، ما يجعل نجاح ترامب في الانتخابات له تداعيات على المنطقة المغاربية، لكون العلاقات المغربية الأميركية ستدخل في مرحلة جيدة من الحسن إلى الأحسن".
هذا، ويرتقب حسب المتتبعين، أن تزيد عزلة الجزائر بعد عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، ليس فقط فيما يخص النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وإنما في عدة ملفات أمنية واقتصادية أخرى تهم المنطقة.