شهدت الليلة الختامية لـ مولد السيدة نفيسة التي تحتفل بها الطرق الصوفية في هذا اليوم من كل عام وتشهد إقبالاً شديدًا من الجمهور.
الليلة الختامية لـ مولد السيدة نفيسة
واستقبلت ساحات وخدمات الطرق الصوفية أمس الثلاثاء المشاركين والمحتفلين بمولد السيدة، استعدادًا لإقامة الليلة الختامية من الموسم.
وخلال أيام المولد، قدمت الطرق الصوفية العديد من الخدمات للزوار من جميع البلدان، شملت تنظيم ندوات علمية ومجالس ذكر، وندوات لتوعية الشباب بالمنهج الإسلامي الصحيح.
ويتوقع أن تشهد الليلة الختامية للمولد حضور عدد من علماء الأزهر الشريف، ومشايخ الطرق الصوفية، مثل الدكتور أحمد عمر هاشم، والحبيب على الجعفري، وجابر البغدادي، والشيخ سامى الشعراوى، نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوي.
وخلال الليلة الختامية، سيشرف هؤلاء المشايخ على تنظيم احتفالية كبيرة، سيتحدثون فيها عن المنهج الإسلامي، وفضل آل البيت.
ودشنت عدة طرق صوفية العديد من الساحات التابعة لها حول المسجد لاستقبال الزائرين منها «الطريقة الخليلية والطريقة الرفاعية والطريقة السعدية والطريقة الضيفية والطريقة الجازولية والأشراف المهدية».
أهم المعلومات عن السيدة نفيسة
نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، إحدى سيدات آل البيت، التي اشتهرت بالعبادة والزهد، كما أنها صاحبة المسجد المشهور بالقاهرة.
ولدت السيدة نفيسة في 11 ربيع الأول 145 هـ، انتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة من عمرها، ما جعلها تذهب إلى المسجد النبوي وتأخذ العلوم الشرعية من علمائها، لذلك لقبت بـ “نفيسة العلم”.
تزوجت نفيسة من سحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عام 161 ه، وأنجبت منه القاسم وأم كلثوم.
وصلت نفيسة إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، وعندما علم أهل مصر بقدومها وعائلتها خرجوا لاستقبالهم، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم.
وكأد المصريوم من كثرة إقبالهم عليها أن يشغلونها عن العبادات التي اعتادت عليها، لذلك ذُكر أنها خرجت عليهم فقالت: «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى».
أثار طلب رحيل نفيسة من القاهرة المصريين، فطلبوا من والي مصر أن يتدخل لاقناعها، فقال لها: «يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه»، فوهبها دارًا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة.
عرفت نفيسة بنت الحسن زهدها وحسن عبادتها وعدلها، فيُروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وذُكر عنها أنها حفرت قبرها الذي دفنت فيه بيديها.
وتشتهر نفيسة بكرامات كثيرة ينسبها لها المصريون، ما جعل شمس الدين الذهبي يتحدث عنها في كتابه سير أعلام النبلاء، حيث قال: «ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية”.
ووزعم بعض الناس أن ماء وضوئها شفى طفلة من الشلل، حيث يشاع أن جارة لها يهودية تركت ابنتها المشلولة عندها لما أرادت أن تذهب إلى الحمام، ثم توضأت نفيسة بنت الحسن فجرى ماء وضوئها إلى البنت فأخذت منه شيئًا بيدها ومسحت به على رجليها فوقفت وشفيت من الشلل فأسلمت الأم وزوجها والبنت.
توفيت السيدة نفيسة في شهر رمضان عام 208 ه، ما تسبب في حالة من الحزن الشديد الذي أصاب المصريين، لذلك كان يوم دفنها يوماً مشهودًا حضره مئات الناس لتشييعها.
اقرأ أيضًا: صلاح الدين التيجاني.. متهم بالتحرش ومفصول من الطرق الصوفية
0 تعليق