قال الكاتب الصحفي والمحلل اللبناني فادي عاكوم، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد يولي اهتمامًا خاصًا للبنان، ولاسيما بعد تخصيصه للحديث عن هذا الملف بشكل مباشر في عدة مناسبات خلال حملته الانتخابية، وتأكيده على التزامه بوقف الحروب.
وأوضح عاكوم في تصريحات لـ"الدستور"، أن ترامب أرسل رسالة مباشرة للجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، وهو أمر غير معتاد لم يقم به مع جاليات أخرى، مما يعكس اهتمامه الخاص بالشأن اللبناني.
دور الجالية اللبنانية ومستشاره العربي في حملته الانتخابية
وأضاف أن وجود مستشار ترامب للشؤون العربية، مسعد بولس، الذي تربطه علاقة عائلية بترامب كونه والد صهره، قد لعب دورًا كبيرًا في التأثير على حملة ترامب الانتخابية، وجمع الأصوات له في ولايات حساسة مثل ميشيغان.
وأشار عاكوم إلى أن بولس أسهم في تأمين 15 صوتًا في المجمع الانتخابي، ما قد يفسر اهتمام ترامب بالجالية اللبنانية، وتأثيرها على الداخل الأمريكي.
إسرائيل ولبنان: تهدئة مؤقتة بانتظار الإدارة الأمريكية الجديدة
وأكد عاكوم أن تقارير إسرائيلية تحدثت عن احتمال تهدئة الهجمات على لبنان مؤقتًا، بعد تحقيق ما اعتبرته تل أبيب أهداف المرحلة الأولى من ضرب البنية التحتية، في وقت أعلنت الحكومة اللبنانية التزامها بقرار الأمم المتحدة 1701.
ولفت إلى أن هذا القرار يشكل أساسًا ملائمًا لترامب ليبدأ مسيرته الرئاسية الجديدة بخطوة سياسية تجاه لبنان، التي قد تكون أسهل من التعامل مع ملف أوكرانيا أو الصين.
حسابات ترامب السياسية وتأثيرها على مشهد الشرق الأوسط
وأشار عاكوم، إلى أن حسابات ترامب السياسية في منطقة الشرق الأوسط قد تفتح الباب أمامه للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف التصعيد العسكري على لبنان.
وأوضح أن التقارب الواضح بين ترامب ونتنياهو قد يسهم في تفعيل اتفاق تهدئة، خاصة مع إبداء الحكومة اللبنانية وحزب الله التزامًا بقرار مجلس الأمن، مما قد يدفع الإدارة الأمريكية الجديدة نحو خطوة دبلوماسية إيجابية.
مرحلة انتقالية بين بايدن وترامب
وأضاف عاكوم، أن هناك مرحلة انتقالية حرجة بين الإدارة الحالية لإدارة بايدن وتسلم ترامب رسميًا لمهامه في يناير المقبل.
وشدد على أن أي تدخل من ترامب في الوقت الراهن لوقف الحرب سيصب في مصلحة بايدن، وليس في صالح ترامب، متوقعا أن يلجأ نتنياهو إلى خفض مستوى التصعيد في الأسابيع المقبلة انتظارًا لتولي ترامب رسميًا مقاليد الحكم.
الملفات الإقليمية المعقدة: لبنان خيار ترامب الأسهل؟
واختتم عاكوم حديثه بالتأكيد على أن التركيز على لبنان قد يمثل نقطة انطلاق لسياسات ترامب الخارجية في الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن ملفات أخرى مثل أوكرانيا والصين تشكل تحديات أكبر وأكثر تعقيدًا، ما يجعل التحرك في الملف اللبناني خطوة مبدئية مرجحة مع بداية ولايته الثانية، خاصة أن التوصل إلى تهدئة قد يسهم في تعزيز صورة ترامب كرئيس يسعى إلى إنهاء الصراعات وتعزيز السلم في المنطقة.