علق محمد مرعي، كبير الباحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على قرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإقالة وزير الدفاع، يوآف جالانت، وتعيين بدلا منه يسرائيل كاتس الذي كان يشغل منصب الخارجية، قائلا إن "هذا القرار كان متوقعا في ضوء الخلافات العميقة المعلنة وغير المعلنة بين نتنياهو وجالانت على مدى أشهر من الحرب على غزة.
وأضاف أنه يمكن حصر الخلافات بين نتنياهو وجالانت، في بعض النقاط منها، أولا️ رفض جالانت مشروع قانون حول تجنيد الحريديم الذي كان قد أعلن عنه نتنياهو نيته تقديمه للكنيست، لكن معارضة جالانت تحول دون ذلك.
ثانيا اتهام جالانت نتنياهو بغياب رؤية سياسية وواضحة حول الحرب في غزة، مع رفضه خطط اليمين المتطرف شريك نتنياهو في الائتلاف الحاكم، الخاصة بإعادة احتلال قطاع غزة عسكريا، وهو ما اعتبره جالانت أنه ستكون له تداعيات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة.
ثالثا، رغبة جالانت في أن تكون واشنطن جزء رئيسي من رسم شكل اليوم التالي في غزة، وهو ما يرفضه نتنياهو واليمين المتطرف معه ممن لديهم خطط أخرى ترفض أي دور للسلطة الوطنية الفلسطينية.
تأكيد جالانت مرارا وتكرارا أن الوقت قد حان لإبرام صفقة مع حماس لتبادل الأسرى والمحتجزين، وهو ما يصطدم مع رغبة نتنياهو الذي يتهرب من توقيع هذا الاتفاق.
وأوضح كبير الباحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن إقالة وزير الدفاع، يوآف جالانت، تزامنت مع فضيحة تسريب الوثائق العسكرية من مكتب نتنياهو، والتي يسعى للتنصل منها، مع تسويق ادعاءات في الإعلام الإسرائيلي أن الجيش والمؤسسات الأمنية يسعون للانقلاب عليه ومحاصرته سياسيا أمام الرأي العام.
وأكد أن إقالة جالانت، تعني بالضرورة أن الصراع المدفون بين بين المستوى السياسي الذي يتزعمه نتنياهو، والمستوى العسكري والأمني الذي يتزعمه غالانت، قد حسم لنتياهو، الذي تخلص من ثاني أكثر معارض ومخالف لرؤاه داخل الحكومة وهو جالانت ، بعد رحيل بيني جانتس منذ أكثر من شهرين ونصف.
وأشار إلى أن إقالة يوآف جالانت، لن تؤثر بالتأكيد على تماسك الائتلاف الحكومي، خاصة بعد انضمام جدعون ساعر، رئيس حزب اليمين الوطني للائتلاف في نهاية سبتمبر الماضي، وهو ما عزز من قوة ائتلاف نتنياهو.
وعن اختيار كاتس بدلا منه قال إن اختيار ، وزير الخارجية، ليكون وزيرا للدفاع بدلا من يوآف جالانت، يرجع لكونه كان متماهي بشكل كبير مع كل سياسات نتنياهو، ولا يتمتع بنفس القوة التي كان يتمتع بها جالانت ، وستصبح وزارة الدفاع تحت رئاسته أشبه بنفس الأداء الذي كانت عليه وزارة الخارجية، حيث نتنياهو كان هو المتحكم بشكل رئيسي، وتوارى كاتس للخلف.
وتابع قائلا: اختيار جدعون ساعر كوزيرا للخارجية، يأتي كجزء من تحقيق الاستقرار داخل الائتلاف الحاكم، حيث مع انضمام ساعر للائتلاف كان بلا حقيبة وزارية، مع الإشارة أن ساعر كان يطمح سابقا ليتولى منصب وزارة الدفاع، لكن الصحف الإسرائيلية ألمحت منذ أشهر أن "سارا" زوجة نتنياهو اعترضت على ذلك.
واختتم قائلا: إن المؤكد حاليا، أن نتنياهو تخلص من كل المهددين لتماسك ائتلافه الحاكم، (حاليا 67 مقعد )، وسيستمر في تنفيذ رؤيته وسياساته الخاصة بغزة وأيضا على الجبهة اللبنانية، والأهم ملف الأسرى والمحتجزين.