ويظل السؤال: ما الدافع الذي جعلهم يختارون حراسة المرمى وترك المراكز التي كانوا يمثلونها؟
رداً على السؤال، يقول لـ«عكاظ» مدرب اللياقة البدنية وكرة القدم الكابتن محمد السليم: التحول من لاعب في المراكز الأساسية إلى حراسة المرمى لم يشكل ظاهرة في الملاعب الرياضية، ولكنه حالات فردية لعب فيها الميول والارتياح النفسي، وظروف اللاعب في عدم الانسجام والانتقال إلى مركز آخر، ومع مرور الوقت والتدريب الكثيف أصبحوا حراس مرمى أساسيين وحققوا مع فرقهم نتائج إيجابية وبطولات، وأصبحت أسماؤهم خالدة في الملاعب الرياضية.
وأضاف: بعض اللاعبين قد لا ينسجمون مع مراكزهم، خصوصاً في الهجوم، فالذين يلعبون في منطقة الهجوم تكون الأنظار عليهم أكثر، إذ يتوقع منهم جهود مثمرة ومتوجة بالأهداف، فقد لا يرتاح اللاعب نفسياً ولا يتأقلم في المراكز الأخرى، وفي نفس الوقت قد يكون لديه ميول في جانب حراسة المرمى فيختار هذا المركز ويستمر عليه محققاً لنفسه كل النجاحات.
وتابع: الارتياح النفسي في المركز داخل الملعب أمر مهم لجميع اللاعبين، فكثيرا ما يحدث الاختلال عندما يلعب أو يكلف المدرب اللاعب باللعب في غير مركزه، وتلمس الجماهير ذلك من خلال تذبذب مستواه في الجهة التي تم تكليفه بها، بينما عندما يلعب في مركزه يبدع كثيراً ويكون أكثر انسجاماً وتفهماً مع زملائه.
وأكمل: حراسة المرمى تعد من أهم وأقوى المراكز في عالم المستديرة، فحماة العرين مطالبون بسرعة البديهة والتركيز والانتباه أكثر، لا سيما عند وجود الركنيات أو ضربات الجزاء أو الأخطاء القريبة من المرمى، كما تلعب الخبرة ومستوى الحارس دوراً كبيراً في رفع القيمة السوقية له في عالم الرياضة عند الانتقال للأندية الأخرى.
وختم السليم حديثه بقوله: قد يكون حارس المرمى من الناحية الإعلامية بعيداً عن الأضواء والفلاشات، ولكن يتفق الجميع على دوره الكبير الذي يتجلى في قدرته على إحباط جميع محاولات التسجيل للفريق الخصم، ويظل هو اللاعب الذي يمكنه تغيير مجرى المباراة بتصدياته البطولية، فدوره ليس فقط حراسة المرمى بل يعتبر القائد الخفي في الملعب الذي ينظم الدفاع ويوجّه زملاءه لتحقيق التوازن بين الهجوم والوسط والدفاع.