قال سامح عيد، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية تنشر الشائعات ضد مصر بكثافة خلال الفترة الحالية، بهدف زعزعة الاستقرار وإصابة المواطنين بالإحباط.
وأضاف «عيد»، فى حواره مع «الدستور»، أن اللجان الإلكترونية تستغل أى أزمة وتضخمها، لزيادة الغضب فى الشارع المصرى، لافتًا إلى أن نشر الشائعات يمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الاجتماعى والسياسى فى مصر، إذ تُستخدم كأداة لنشر الفوضى وزعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، مشددًا على أن الإعلام دوره قوى للغاية فى مواجهة اللجان الإلكترونية للإخوان، وكذلك الإعلام المعادى فى الخارج، وذلك من خلال الرد والتفنيد لأى معلومة أو حدث أو شائعة.
■ بداية.. لماذا تنشر جماعة الإخوان الإرهابية الشائعات ضد مصر؟
- تأثرت مصر كغيرها من الدول بالأزمات الاقتصادية العالمية وبالتوترات التى تحدث فى المنطقة، ورغم أن هذه المشكلات تحدث فى كل الدول، فإن جماعة الإخوان الإرهابية دفعت إعلامها المأجور لتضخيم الواقع بهدف الإضرار بالدولة.
الإخوان يريدون أن يزيد التوتر فى الشارع المصرى، لذلك يطلقون الشائعات والأكاذيب، ويحاولون إحباط المواطنين. على سبيل المثال، دائمًا ما يستخدم الإعلام المعادى عند الحديث عن الوضع الاقتصادى كلمة «بيع» فى كل الخطوات الاستثمارية، على الرغم من أنها إدارة وليست بيعًا، لكنهم يحاولون إظهار الدولة بشكل لا يليق، كنوع من الانتقام.
ولا شك الجماعة الإرهابية لديها كمية غضب وحقد كبير على الدولة، وتحاول تحريف المعلومات لتبدو كارثية. وأود أن أشير إلى أن الشائعات ليست فقط الأخبار الكاذبة، فمن الممكن أن تكون الشائعة قائمة على خبر صحيح جرى تحريفه، مع التعليق عليه بآراء مشحونة، لإثارة الفتن، وتقليل ثقة المواطنين فى القيادة السياسية.
■ كيف يؤثر نشر الأكاذيب على الاستقرار الاجتماعى والسياسى فى مصر؟
- نشر الشائعات يمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الاجتماعى والسياسى فى مصر، إذ تستخدم الشائعات كأداة لنشر الفوضى وزعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، وتؤدى إلى خلق حالة من القلق وعدم اليقين، خصوصًا عندما تستهدف موضوعات حساسة مثل الأوضاع الاقتصادية، أو القرارات الحكومية، أو الإنجازات الوطنية.
ينتج عن ذلك حالة من الانقسام والتوتر داخل المجتمع، ما يضعف من تماسكه وقدرته على مواجهة التحديات المشتركة.. الإخوان يحاولون إضعاف الدولة بهذه الطريقة.
وعلى الصعيد السياسى، تعمل الشائعات على ضرب مصداقية الدولة وقياداتها، وتُستخدم بشكل ممنهج للتشكيك فى السياسات والقرارات، ما يعرقل جهود التنمية ويؤدى إلى إبطاء وتيرة العمل الوطنى.
كما تستغل الجهات المعادية هذه الشائعات لإثارة الرأى العام، وتحفيز الاحتقان الاجتماعى الذى قد يتحول إلى احتجاجات غير مدروسة تؤثر على استقرار البلاد.
■ هل تعتمد الجماعة على تقنيات حديثة أو أساليب نفسية معينة لتعزيز تأثير الشائعات على المجتمع؟
- تُستخدم الشائعات كجزء من حروب الجيل الرابع التى تستهدف تدمير الدول من الداخل دون اللجوء إلى أساليب المواجهة التقليدية، ما يجعل تأثيرها أكثر تعقيدًا وخطورة، وللتصدى لهذه الظاهرة، يلزم وجود وعى مجتمعى قوى مبنى على الثقة المتبادلة بين المواطن والدولة، إلى جانب آليات فعالة لرصد الشائعات وتفنيدها بشكل سريع ودقيق، هذا النهج لا يعزز فقط الاستقرار، لكنه يسهم أيضًا فى تحصين المجتمع ضد محاولات الاستهداف المستمرة.
■ هل ترى أن هناك تنسيقًا بين الإخوان وبعض الجهات الخارجية فى إدارة حملات الشائعات ضد مصر؟
- هناك مؤشرات قوية على وجود تنسيق بين جماعة الإخوان وبعض الجهات الخارجية فى إدارة حملات الشائعات ضد مصر، وهو ما يتضح من الأنماط المتكررة والمنتظمة لهذه الحملات التى تستهدف ضرب استقرار الدولة وتشويه صورتها، داخليًا وخارجيًا.
هذه الجهات تستخدم تقنيات متطورة ومنصات إعلامية ممولة بشكل كبير لنشر معلومات مضللة وأخبار مغلوطة بشكل ممنهج، مع التركيز على القضايا الحساسة التى تؤثر على الرأى العام المصرى، فضلًا عن وجود دعم مالى وإعلامى من كيانات خارجية معروفة بارتباطاتها الأيديولوجية والسياسية بجماعة الإخوان، ما يعزز فرضية التنسيق المشترك لتحقيق أهداف محددة تسعى إلى إضعاف الدولة المصرية وإثارة البلبلة بين مواطنيها.
■ هل تمتلك الدولة استراتيجيات فعالة لمواجهة الشائعات وتوعية المواطنين بمخاطرها؟
- هناك عدد من الاستراتيجيات التى يمكن أن نسميها «أدوات مواجهة على المدى الطويل»، وهى الاهتمام بملف التعليم ما قبل الجامعى والعمل على إعداد مناهج مختلفة وتوعية مستمرة واستخدام الأنشطة الطلابية ووصول رأى الشباب للدولة، والعمل على تمكينهم بالدرجة التى تمكنهم من التفرقة بين الشائعة والحقيقة، وذلك لن يحدث دون الاهتمام بملف التعليم، باعتباره السلاح الأقوى لمواجهة الأكاذيب وأن يكون المواطن على دراية بالمخططات التى تحاك ضده وضد استقرار الدولة المصرية. ويجب أن يكون هناك وسطاء من الدولة يردون على الشائعات بشكل سريع قبل انتشارها، وتنشيط الدور السياسى المتكامل، مثل دور مجلسى النواب والشيوخ، وكذلك المحليات، وتقوية العلاقة مع المواطن ليكون على دراية ولديه مصدر رسمى يستمع منه للمعلومة الصحيحة.
نحتاج أيضًا لبرامج حوارية بشكل مكثف وأعضاء البرلمان يتحدثون بصفة مستمرة عن الوضع التشريعى وربطه بالقضايا المجتمعية التى يعيشها المواطن، ويتحدثون باسم الدولة وليس فقط رئيس الوزراء.
■ ما رأيك فى دور الإعلام فى مواجهة الشائعات؟
- الإعلام دوره قوى للغاية فى مواجهة اللجان الإلكترونية للإخوان، وكذلك الإعلام المعادى فى الخارج، وذلك من خلال الرد وتفنيد أى معلومة أو حدث أو شائعة، والعمل على استخدام صحافة ذكية تكون معبرة عن الدولة بشكل أكثر جرأة ووصولًا للمواطنين.
للأسف البساط انسحب من تحت الإعلام بأشكاله النمطية فى السنوات الماضية، نتيجة انتشار السوشيال ميديا وتكوين جيوش إلكترونية تبث كمًا كبيرًا من الشائعات جعلت المواطن فريسة فى محاولة لهز ثقته فى الإدارة المصرية فى مختلف المجالات، ولكن الآن ومع ضخ دماء جديدة فى الإعلام المصرى أصبحت هناك بارقة أمل، ما يسهم فى إحياء دور الإعلام المصرى من جديد.
نحن نحتاج إعلامًا يتحدث باسم الدولة ويتبنى المعارضة البناءة ويعود مرة أخرى ليستقطب الشارع.
■ هل ترى أن للمواطن دورًا فى التصدى للجان الالكترونية للإخوان؟
- المواطن للأسف فريسة فى السوشيال ميديا، ولكن عليه أن يستمع للإعلام المصرى، لزيادة مستوى وعيه بخطورة الرسائل التى يقولها إعلاميون مأجورون يعملون بقنوات بالخارج ليكونوا بعيدين عن المحاسبة.
■ هل ترى أن التشريعات بحاجة للتعديل لمواجهة لجان الإرهابية؟
- القوانين ليست النقطة الحاسمة، وذلك لأن فضاء مواقع التواصل الاجتماعى ليست عليه رقابة، وليست لدينا سلطة للمحاسبة عليه، فضلًا عن الكتابة ونشر الشائعات من حسابات مزيفة ومجهولة المصدر، وبأسماء مستعارة، فمن وجهة نظرى التشريعات ليست الحل الأقوى، بينما الحل فى وجود إعلام قوى قادر على المواجهة والتصدى بالتنوير والمعرفة والمصارحة أمام الشارع.
0 تعليق