في عالم مليء بالعجائب، اعتدنا سماع قصص عن الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة، وحتى القبائل آكلة لحوم البشر، لكن هل سبق أن سمعت عن نباتات آكلة للحوم؟.. قد يبدو الأمر وكأنه مشهد من أفلام الخيال العلمي، لكنه حقيقة علمية تفوق الخيال.
من بين أبرز هذه النباتات التي يطلق عليها «نباتات مفترسة» هي نبات الجرة، واسمها العلمي «Nepenthes»، هذا النبات الفريد يُعد واحدًا من أغرب الكائنات الحية على وجه الأرض، إذ يجمع بين الشكل الجذاب بأوراقه التي تشبه الأباريق التي تتحول إلى فخ طبيعي للحشرات التي تنجذب إليه، لتصبح طعامًا تساعده على البقاء، وبين الذكاء الفطري ليصبح صيادا ماهرا لا يعتمد فقط على جذوره.
«نبات الجرة».. كوب معلق على شكل فخ
ينتمي نبات «الجرة» إلى فئة فريدة من النباتات المعروفة باسم النباتات آكلة اللحوم، والتي تجمع النيتروجين في أكواب معلقة على شكل فخ، غالبا ما تكون مدببة، رائحتها مسكرة ولونها زاهٍ ورحيقها حلو، تجذب الحشرات الطائرة والزاحفة والتي تسمح لها بالصيد، وتنمو في المناطق التي تكون فيها التربة منخفضة العناصر الغذائية، خاصة المستنقعات في جنوب شرق آسيا وأستراليا والغابات الرطبة والدافئة في مدغشقر.
كيف يلتهم نبات الجرة فرائسه؟
تنتج نباتات الجرة في داخلها سائلاً سكريًا يجذب الحشرات، وبمجرد دخولها تصبح الفريسة محاصرة، حيث يؤدي السطح الداخلي الزلق إلى سقوطها في السائل الهاضم أسفل الجرة، ويحتوي السائل على أنزيمات قوية تذيب الفريسة وتحوّلها إلى مغذيات يستفيد منها النبات لتعويض نقص العناصر في التربة الفقيرة.
العلماء يحددون التغيرات الجينية التي تحفِّز نبات الجرة على تناول اللحوم
فحص الباحثون الحمض النووي لثلاثة أنواع من نبات الجرة، واكتشفوا بشكل مذهل أن كل الأنواع تطوَّرت بشكل مستقل تمامًا عن بعضها البعض، وباستخدام نفس الحيلة الجينية قام الباحثون بدراسة نباتات إبريقية من أستراليا وآسيا والولايات المتحدة لفهم كيفية تطورها، وذلك بحسبما ذكره موقع «ديلي ميل».
وقال الدكتور فيكتور ألبرت، أحد الباحثين من جامعة ولاية نيويورك في بوفالو: «هذه النباتات لديها أدوات وراثية، ويحاول الباحثون التوصل إلى إجابة لكيفية تحولها إلى ما يشبه الحيوانات آكلة اللحوم».
وقال أحد المشاركين في الدراسة، الدكتور كينجي فوكوشيما: «غالبًا ما تعيش النباتات آكلة اللحوم في بيئات فقيرة بالمغذيات، وبالتالي فإن القدرة على اصطياد الحيوانات وهضمها قد تكون ضرورية نظرًا لندرة مصادر التغذية الأخرى».
0 تعليق