في قلب صحراء الوادي الجديد، وبين زحام معرض «أيادي مصر»، في ثاني أيامه، تجلت إبداعات نساء دمياط بمنتجاتهن التي حملت أصالة التراث الدمياطي، وتدوير ما يلقيه عليهن البحر المتوسط من صدف، حيث تفننت كل من «كاميليا نجم»، وبجوارها «منى عبد الله»، في تشكيل الصدف وبقايا شباك الصيد، تقفان بفخر بجوار معروضاتهما، وتشرحان للزوار كيف استطاعتا تحويل هذه المواد البسيطة إلى تحف فنية فريدة.
قصص نساء دمياط
«هذه ليست مجرد منتجات، بل قصص تُروى»، تقول كاميليا بابتسامة، وهي تعرض مجسمًا خشبيًا صنعته بأيديها، وتقول بينما كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء يتفقد جناح دمياط أمس، توقف طويلاً أمام تلك الأعمال اليدوية، مشيدًا بالمهارة والابتكار اللذين يعكسان روح التحدي والإبداع، ولم ينس أن يسأل عن المشبك الدمياطي، وفوجئ أننا بالفعل أحضرناه معنا.
قصة مشروع المدينة الصديقة للنساء
«من داخل عزبة البرج، وتحديدًا من مشروع المدينة الصديقة للنساء، انطلقت هذه الرحلة» تحكي منى عبد الله، عضو المجلس القومي للمرأة بدمياط لـ«الوطن» عن المشروع، الذي افتُتح منذ 3 سنوات بمنحة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لم يكن مجرد مركز لتعليم الحرف اليدوية، بل كان بوابة لتغيير حياة الكثيرات من سيدات دمياط، هنا، تعلمت نساء دمياط كيفية تحويل التراث إلى فرص اقتصادية، والتسويق لمنتجاتهن، والانطلاق بأحلامهن إلى آفاق جديدة.
«لم يكن المشروع مجرد منصة للتدريب، بل مكانًا لصنع الأحلام» تحكي منى تجربتها في المدينة الجديدة، والتي حصلت على جائزة اليونيسكو لمدن التعلم، وأثبت أن تمكين المرأة يمكن أن يكون مفتاحًا لتغيير مجتمعات بأكملها.
وتصف «منى»، المنتجات الدمياطية التي شاركت في المعرض، أنها لم تقتصر على المفروشات والإكسسوارات المصنوعة من الصدف، بل امتدت لتشمل المشبك، تلك الحلوى الدمياطية التي تروي حكايات الطفولة والمناسبات السعيدة.
نساء دمياط يصنعن من الفن رسالة ومن التراث مستقبلًا
بين الخشب المعاد تدويره والصور التي تحمل عبق التراث، والصدف الذي يحاكي أمواج البحر، استطاعت نساء دمياط أن يصنعن من الفن رسالة، ومن التراث مستقبلًا، وفي معرض «أيادي مصر»، ليست المنتجات فقط ما يُعرض؛ إنها قصص النساء، أحلامهن، وكفاحهن لتحويل التحديات إلى فرص، والأفكار إلى واقع.
0 تعليق