كشف تقرير لصحيفة “الجارديان” اليوم الخميس، أن سلطات الاحتلال سمحت لمازيونا دامو، وهي فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 12 عامًا، بمغادرة غزة لتلقي العلاج الطبي بعد تعرض وجهها لإصابات بالغة جراء هجوم صاروخي إسرائيلي في يونيو الماضي، وهذه الخطوة جاءت بعد خمسة أيام من تقرير نشرته الصحيفة حول رفض إسرائيل المتكرر للطلبات الخاصة بإجلائها للعلاج.
في تقريرها الصادر يوم الجمعة الماضي، سلط التقرير الضوء على المعركة اليائسة للعائلة لإجلاء ابنتهم مازيونا إلى الولايات المتحدة، حيث كانت الطفلة بحاجة إلى جراحة عاجلة لإصلاح الإصابات الخطيرة التي لحقت بوجهها إثر الهجوم الصاروخي لقوات الاحتلال.
الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة، تمزق خلالها نصف خدها وكشف عن عظام فكها.
وأوضحت العائلة أنه منذ الحادث، تم رفض خمس طلبات للإجلاء دون تقديم أي تفسير من هيئة تنسيق الأنشطة الحكومية في الأراضي وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن إصدار تصاريح السفر.
"مازيونا دامو تُغادر غزة بعد رفض طويل للحصول على العلاج الطبي"
الأطباء كانوا قد حذروا من أن حياة مازيونا ستكون في خطر إذا لم تتلقَ جراحة عاجلة. الشظايا ما زالت في رقبتها، مما يسبب لها ألمًا شديدًا مع كل حركة، كما أن جرحها قد أصيب بعدوى. الطفلة بحاجة إلى جراحة متخصصة في الوجه والفك، وهو أمر غير متوفر في غزة.
وبعد أن قيل في البداية إن والدتها لن يسمح لها بالسفر معها، تم السماح الآن لها ولشقيقتها الأصغر بالانضمام إليها. الشقيقتان أيضًا تعرضتا للإصابة خلال الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين من أشقائها.
غادرت الأسرة غزة صباح اليوم، عبر معبر كرم أبو سالم إلى الأردن، وسيتم نقلهما لاحقًا إلى الولايات المتحدة لإجراء الجراحة اللازمة لمازيونا.
وقال أحمد دامو، والد الطفلة، الذي لا يزال في غزة: "أنا سعيد لأن ابنتي ستتلقى العلاج الطبي الذي تحتاجه بشدة، لكن قلبي ينفطر لأنني لا أعرف متى - أو إذا - سأتمكن من رؤية عائلتي مرة أخرى."
أطفال غزة بحاجة ماسة الى العلاج الطبي
وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسف)، هناك حوالي 2500 طفل في غزة في حاجة ماسة إلى العلاج الطبي الذي لا يمكن تلقيه في القطاع، حيث تم تدمير معظم البنية التحتية الصحية على مدار أربعة عشر شهرًا من الحرب. وتقول الوكالة إن الأطفال يتم إجلاؤهم بمعدل أقل من طفل واحد في اليوم.
منذ يونيو، كانت منظمة "فجر العلمية"، وهي منظمة طبية إغاثية، تعمل على إجلاء مازيونا لتلقي العلاج في الولايات المتحدة.
وأوضح مصعب ناصر، الرئيس التنفيذي للمنظمة، الذي سافر إلى الأردن لمرافقة الأسرة إلى الولايات المتحدة، قائلًا: "نظرًا للتأخيرات الطويلة، تدهورت حالة مازيونا بشكل كبير."
وأشار ناصر إلى أن الأطفال في غزة يُحرمون من العلاج الطبي الضروري، ثم يُمنعون من مغادرة القطاع إلى أماكن أخرى حيث ينتظرهم العلاج. كما تحدث عن حالات أخرى مثل حالة الطفلة إيلاء يونس التي كانت بحاجة إلى علاج عاجل بعد تعرضها لحروق شديدة نتيجة هجوم إسرائيلي. رغم ذلك، تم رفض إجلائها، وتوفيت الشهر الماضي بعد تدهور حالتها الصحية.
0 تعليق