الثلاثاء 12/نوفمبر/2024 - 09:37 م 11/12/2024 9:37:25 PM
«الكثيرون يعتقدون أنى رجل لأنى أرتدى ملابس الرجال وأعمل مثلهم لأعول أسرتى».. هكذا بدأت صفية أبوبكر، ابنة مدينة المنيا، حديثها لـ«الدستور»، موضحة أنها اضطرت لارتداء ملابس الرجال وتعلم قيادة الدراجات البخارية، لمساعدتها فى تجارتها وعملها فى الملابس المستعملة لتوفير الاحتياجات الضرورية لأسرتها.
وأوضحت «صفية»، البالغة من العمر ٤٠ عامًا، أن والدها كان يعمل فرانًا بأحد المخابز، قبل أن يتوقف عن العمل بحكم السن، خاصة بعد وفاة والدتها، مشيرة إلى أن شقيقها يعمل عامل نظافة، كما تضم أسرتها ثلاث شقيقات، منهن اثنتان من المطلقات، اللاتى يعلن ثلاثة أطفال، وكلهم يقيمون فى غرفة واحدة بمساكن الإيواء بحى جنوب المنيا.
ولفتت إلى أنها اعتادت منذ صغرها على قص شعرها وارتداء ملابس الرجال، خاصة أن الأسرة التى عملت لديها فى سن صغيرة كانت تقوم بقص شعرها وجعلها ترتدى ملابس الأولاد، حتى اعتادت على ذلك، لدرجة أنها لم تراودها يومًا أحلام البنات فى الزواج والإنجاب.
وأضافت: «أشترى الملابس المستعملة والقديمة من سوق الحبشى، ثم أعمل على إصلاح الممزق منها وغسلها وكيها، قبل إعادة بيعها بالسوق من جديد، وأحقق مكاسب بعد خصم مصاريف الشراء والإصلاح، تتراوح بين ٥٠ و١٠٠ جنيه».
وأشارت «صفية» إلى أنها كانت قد أصيبت بورم فى الصدر، قامت على إثره بإجراء جراحة بأحد المستشفيات، مضيفة: «لم أكن أملك ثمن التحاليل والأشعة لأعرف إن كان هذا الورم حميدًا أم خبيثًا، لذا قررت الخروج من المستشفى قبل استكمال العلاج، لأعود للعمل، لأنى مسئولة عن أسرتى، ومضطرة للعمل لتوفير متطلبات شقيقاتى وأبنائهن، حتى لو كنت مرهقة أو مريضة أو أحتاج للراحة».
وتمنت «صفية» أن يتم صرف معاش «تكافل وكرامة» لها حتى يعينها على تحمل أعباء أسرتها، مشيرة إلى أنها تملك تقريرًا طبيًا يوضح الجراحة التى أجرتها لإزالة الورم، وأنها مستعدة لتقديم كل المستندات التى تؤكد أستحقاقها معاشًا من التضامن الاجتماعى.