يحتفل العالم في التاسع من نوفمبر باليوم العالمي للحرية، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى سقوط جدار برلين عام 1989، وهو الجدار الذي جرى بناؤه عام 1961، وظل حتى عام 1989 حاجزًا يفصل بين ألمانيا الشرقية والغربية في ظل الحرب الباردة، حيث كان يمثل خط المواجهة بين المعسكرين، الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي.
سر سقوط جدار برلين
جدار برلين الذي ارتبطت ذكرى سقوطه بالاحتفال باليوم العالمي للحرية، كان الهدف من بنائه الحد من هجرة الألمان الشرقيين إلى ألمانيا الغربية، خاصة بعد أن تسببت تدفق العمالة في الإضرار بالاقتصاد الشرقي، وفقًا لزعماء ألمانيا الشرقية، الذين كانو يعتبرون أنّ الجدار وسيلة لحماية مواطنيهم من تأثيرات النظام الرأسمالي الغربي، وفقًا لما ذكره موقع «يورو نيوز».
وأشرف على بناء جدار برلين نحو 40 ألف جندي وشرطي من ألمانيا الشرقية، إذ استيقظ سكان برلين حينها، ليفاجئوا بوضع الأسمنت بين المنطقة السوفياتية والمنطقة الخاضعة لدول الحلفاء بطول 155 كيلومترا، وهو طول الجدار الذي كان يفصل بين الألمانيتين، وذلك تفاديًا لعمليات الهروب الجماعي من الشرق نحو جمهورية ألمانيا الاتحادية، بعدما أشارت الإحصائيات إلى أنّ 2000 ألماني كانو يعبرون يوميًا من الشرق نحو ألمانيا الاتحادية، حتى وصل عددهم إلى 3 ملايين شخص.
اليوم العالمي للحرية
وبعد عدة أشهر، انتشرت المطالبات بوقف استقبال الوافدين من ألمانيا الشرقية، وذلك بعدما أكد رئيس بلدية هانوفر، هربرت شمالشتيغ، أن سوقي العمل والسكن قد استُنزفا تمامًا، وعانت ألمانيا الشرقية حينها من نقص في الكوادر البشرية، وهو الأمر الذي اضطر وزارة أمن الدولة إلى الإعلان عن إرسال 385 موظفًا من موظفيها إلى العمل في الإنتاج.
وبسبب زيادة عدد المواطنين الذين يغادرون ألمانيا الشرقية عبر تشيكوسلوفاكيا، أصدرت براغ تهديدًا بإغلاق الحدود بين البلدين، وجرى تكليف رئيس قسم الجوازات والتسجيلات الكولونيل غيرهارد لاوتر، بوضع قواعد جديدة للتحكم في مغادرات المواطنين، لذا اتخذت الحكومة قرارًا يسمح للراغبين في مغادرة ألمانيا الشرقية بتقديم طلبات خروج مباشرة.
وبعد 28 عامًا على بناء جدار برلين الذي كان تقسيمًا لمدينة وشعب بأكمله، أعلن غونتر شابوفسكي للصحافة وهو الناطق الرسمي وسكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الألماني، أنّه قد جرى رفع القيود التي تحكم التنقل بين الألمانيتيين الشرقية والغربية، الأمر الذي تسبب في فوضة عارمة حينها أمام نقاط العبور في الجدار، وتوجهت أعداد كبيرة من الألمان الشرقيين عبر الحدود المفتوحة إلى برلين الغربية، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط جدار برلين، والذي يحتفل به الشعب الألماني كل عام بالعروض الفنية، ليصبح هذا اليوم هو اليوم العالمي للحرية.
0 تعليق