شهدت أسواق الذهب تذبذبات سعرية يوم الخميس حيث ارتفعت الأسعار قليلاً، لكنها بقيت عند أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع،تأتي هذه التقلبات في سياق انتظار المشاركين في السوق لقرار متوقع من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على اتجاهات سوق الذهب،هذا النوع من التغيرات يعد مثيرًا للاهتمام، خصوصًا في وقت يشهد متابعة دقيقة من المستثمرين لتطورات السياسات النقدية العالمية.
في المعاملات الفورية، سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.1 بالمئة ليصل إلى 2663.09 دولار للأوقية، بعد أن شهد أدنى مستوى له منذ 15 أكتوبر في وقت سابق من اليوم،من ناحية أخرى، انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.2 بالمئة لتستقر عند 2670.00 دولار،وقد ساهم تراجع مؤشر الدولار من ذروته التي حققها في أربعة أشهر بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تحسين جاذبية الذهب، إلا أن الدولار الأقوى غالبًا ما يقلل من جاذبية السبائك للمشترين الدوليين.
تحليل الأسواق والآثار المحتملة
أشار محللون إلى أن التأثيرات طويلة الأجل لسياسات التجارة للإدارة الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، مما قد يفرض على بنك الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة ممتدة،في مثل هذا السيناريو، من المحتمل أن تواجه الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب ضغوطًا إضافية،كما أضاف ريكاردو إيفانجليستا، المحلل البارز في ActivTrades، أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقوض من جاذبية الذهب كتحوط ضد التضخم.
تترقب الأسواق خفضًا محتملًا بمقدار 25 نقطة أساس من بنك الاحتياطي الفيدرالي، المزمع الإعلان عنه اليوم، بالإضافة إلى الانتباه الكبير للمؤتمر الصحفي لرئيس البنك جيروم باول،كان قد بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة في 18 سبتمبر بخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية،وفي هذه الأثناء، توقع جيوفاني ستونوفو، المحلل في يو بي إس، أن يشير البنك إلى مسار يعتمد على البيانات، لكنه سيستند إلى ما تشير إليه الأوضاع في سوق العمل الأمريكية، والذي يدلل على تباطؤ.
أسواق المعادن الثمينة الأخرى
في سياقات أخرى، أفادت التقارير بأن البنك المركزي الصيني قد امتنع عن شراء الذهب لاحتياطياته للشهر السادس على التوالي في أكتوبر، مما يعكس سياسة احترازية،في الوقت نفسه، استقر سعر الفضة الفوري عند 31.16 دولارًا للأوقية، بينما شهد البلاتين انخفاضًا بنسبة 0.9٪ ليصل إلى 977.79 دولارًا، وتراجعت أسعار البلاديوم بنسبة 0.5٪ لتستقر عند 1029.85 دولارًا،كانت هذه المعادن الثلاثة قد تأثرت بالضغوط السائدة في السوق خلال جلستين على التوالي.
في الختام، تظل أسواق الذهب تحت ضغط من توقعات السياسة النقدية، ومع خفض أسعار الفائدة، قد يتحسن الطلب على الذهب كتحوط ضد التضخم،ولكن في إطار وجود ظروف اقتصادية متغيرة، من الضروري مراقبة بيانات سوق العمل والسياسات الاقتصادية بشكل مستمر للتحقق من اتجاهات الأسعار المستقبلية.
0 تعليق