في مثل هذا اليوم وتحديدًا 6 نوفمبر لعام 1871، ولد الأديب أحمد تيمور في درب سعادة بالقاهرة، لأب كردي وأم تركية، وبرز من هذه الأسرة أخته الشاعرة المثقفة عائشة التيمورية وهي رائدة من رائدات الحركة النسوية في الوطن العربي، وكذلك برز ولداه محمد ومحمود تيمور من رواد القصة والرواية.
تعلم أحمد تيمور اللغات ومبادئ العلوم في مدرسة مارسيل الفرنسية، ودرس العلوم العربية والإسلامية على يد الشيخ حسن الطويل، وانقطع عن الدراسة النظامية بعد بضع سنوات وتلقى تعليمه في المنزل؛ حيث تعلم الفارسية والتركية، وكانَ قد كوَّنَ وهو ما زال لم يكمل سن العشرين مكتبة شخصية بلغ قوامها ثمانية آلاف مجلد، نصفها من المَخْطُوطات.
لا تزال مؤلفات أحمد تيمور واحدة من أهم مصادر التعرف على التراث العربي بعد أكثر من قرن على كتابتها، ومنها "الخزانة التيمورية"، التي وصلت للعامة بفضل لجنة نشر مؤلفاته، التي تشكلت عقب وفاته، وعُرفت بـ"لجنة نشر المؤلفات التيمورية".
خلال السطور التالية؛ يستعرض "الدستور" أبرز مؤلفات أحمد تيمور..
أعلام المهندسين في الإسلام
جمع أحمد تيمور باشا بين دفتي هذا الكتاب ما وصل إليه من أخبار المهندسين في العصر الإسلامي، كما بيَّن فيه الخصائص الحضارية للتصوير عند العرب، وإحكامهم لصناعة النقش والدهان والرسم والزخرفة وغيرها من الأعمال الفنية، وقد زود تيمور باشا الكتاب بفصول جامعة للمصطلحات الهندسية التي كان يستخدمها المهندسون المسلمون ويتعاملون بها فيما بينهم.
لهجات العرب
يسلط أحمد تيمور الضوء في هذا الكتاب على نحو عشرين لهجةً من لهجات العرب القدماء، استقاها من كتب التراث الأدبي واللغوي، وكذلك من القراءات القرآنية وتفاسيرها، ليقدم للقارئ والباحث دراسةً فريدةً من نوعها، تورد أسماء اللهجات وسماتها والمتكلمين بها، مع شروحات واستشهادات، وبيان للفصيح والأفصح، وتنبيه إلى غريب اللهجات.
أوهام شعراء العرب في المعاني
إذا كانت اللغة العربية بلفظها الفصيح قد سَلِمَت لشعراء العرب القدامى حتى عُدَّت أشعارهم حججًا لُغويَّة، فإنَّ في بعض شعرهم تعبيرات خرجت معانيها عن الاستقامة، وهو ما يعُدُّه مؤلِّف هذا الكتاب أوهامًا يَبِين خطؤها وضلالها. وقد قسَّم أحمد تيمور تلك الأوهام إلى ستة أقسام، وذلك تبعًا لنوعها ومنشَئِها، فبيَّن أخطاءً ناجمة عن الجهل بالموصوف، كأن يصف بدويٌّ حياة حضريٍّ أو العكس، وأخطاء سببها الفشل في وصف المعلوم وصفًا صحيحًا، ومبالغات شديدة تضرُّ بالمعنى فينقلب خلاف ما أراد الشاعر … هكذا يشيرُ المؤلِّف إلى عديد من بواعث الوهم، ممثِّلًا لكل منها بعدد من الأمثلة من أشعار العرب، موضِّحًا العلَّة فيها وتعليقات النقد عليها، ويختم كتابه بقِسم خاصٍّ بأوهامِ الشعراء المولدين، والتي أصابت بعض معانيهم في مقتل.
الحب والجمال عند العرب
يتضمن هذا الكتاب لمؤلفه أحمد تيمور الكثير من الآراء والأحاديث والنوادر والأشعار التي دارت حول الحب والجمال، حيث يستعرض الكتاب صفات الحب وأغراضه وأنواعه، ويتناول مختارات وطرائف مما قيل في العشق والجمال والغزل، كما يشتمل على نوادر فائقة للشعراء العشاق، ولم يستثن تيمور باشا أحد من هذا الموضوع، حيث تطرق إليه عند الأنبياء والخلفاء والشعراء والسلاطين والفقهاء والمتصوفين. وليس من الغريب أن يبدي رجل بقامته وهو الأديب والعالم والحجة في اللغة إعجابه بالحب والجمال على الرغم من اشتهاره بالوقار والمحافظة على التقاليد الدينية والاجتماعية.
الأمثال العامية: مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل
يضم هذا الكتاب ما يزيد على ثلاثة آلاف مثل شعبي مصري هي خلاصة ما جمعه عبر السنوات من تعبيرات شاعت على لسان المصريين في عصره وقبله، وقد أضاف "تيمور" إلى الأمثال شروحًا مختصرة ساعدت على فهم معاني هذه الأمثال، ومن أمثلة ذلك شرحه للمثل الذي يقول: "عدوتى وعملت مغسلتى"، قائلًا: "هو على لسان أنثى، ويضرب للشماتة العظيمة؛ لأن العدوة إذا تولت غسل عدوتها فقد شهدت موتها وزيادة".